تُعد معركة تحرير الأرض في سيناء واحدة من أعظم صفحات التاريخ المصري الحديث، حيث خاضت مصر حربًا بطولية لاسترداد كل شبر من أراضيها المحتلة، ودفعت في سبيل ذلك دماء زكية وأرواحًا طاهرة من أبنائها البواسل. لم تكن معركة التحرير فقط بالسلاح، بل تلاها كفاح دبلوماسي أثمر عن رفع العلم المصري على أرض سيناء كاملة في 25 أبريل 1982، لتبدأ بعدها معركة التنمية والبناء.
فبعد أن استعادت مصر أرضها، توجهت الدولة بإرادة قوية نحو تعمير سيناء حيث بدأت مشروعات البنية التحتية، من طرق وكهرباء ومياه، تُمهد الطريق لخطط التنمية الشاملة. وتنوعت جهود الإعمار ما بين استصلاح الأراضي، وإقامة التجمعات العمرانية، وإنشاء المناطق الصناعية، وتنشيط السياحة.
ولأن الأمن لا يكتمل إلا بالتنمية، أدركت الدولة المصرية أن استقرار سيناء مرهون بتوفير فرص حياة كريمة لأهلها، فتم إطلاق المبادرات القومية والمشروعات التنموية العملاقة.
إن معركة تحرير الأرض كانت ملحمة في حب الوطن، ومعركة تنميتها بالعلم والعمل هي استكمال لهذا الحب في صورة عطاء وجهد.
وستظل سيناء عنوانًا للبطولة والوفاء، ونموذجًا على قدرة المصريين في تحويل التحديات إلى إنجازات تُكتب بحروف من نور في سجل التاريخ.
فكل عام ومصرنا الغالية بخير وسلام.